الشعر الحر كائن متحرك مفاجئ
Main Article Content
Abstract
ما انفك النقاش حول الشعر الحر يزداد باضطراد يوماً إثر آخر ، فلم تفلح الدراسات والمقالات الكثيرة التي تناولته تاريخاً وتنظيراً وأنموذجاً في منحنا صورة نهائية تبين ملامحه الحقيقية وأبعاده ، فكان للباحثين والشعراء العرب ، على اختلاف اتجاهاتهم الفكرية والثقافية ، إسهام واضح في تلك الضبابية سواءٌ من خلال الفهم النقدي له أم من خلال الاستثمار الفني في نماذج الشعراء منهم ، فسادت (( فوضى المفاهيم والتسميات .... وكثر المتحزبون لهذا الصنف أو ذاك بحماس فيه الكثير من الحرارة وقليل من الضوء ))(1) . وهذا أدى إلى رسوخ بعض المفاهيم النقدية غير الدقيقة عن هذا النمط الإبداعي بسبب القصور في فهمه كما ولد في الآداب التي أبدعته ، وظهور نماذج شعرية حاولت التأسيس لرؤيا نقدية تتفق وقدراتها الإبداعية وكذلك الرغبة في تحقيق الريادة فيه بادعاء الجهل بتجارب سابقة أو الاختلاف عنها(2) ، ففي حين عده بعض الشعراء (( ظاهرة عروضية قبل كل شيء ، وذلك أنه يتناول الشكل الموسيقي للقصيدة ويتعلق بعدد التفعيلات في السطر ، ويعنى بترتيب الأشطر والقوافي ... وغير ذلك ممّا هو قضايا عروضية ))(3) ، عـدّه بعضٌ آخـر (( ... مذهبه الاحتفاظ بالوزن فقط ...))(4)
(1) البحث عن المعنى ، د. عبد الواحد لؤلؤة ، دار الحرية للطباعة ، بغداد 1972 ، ص 140 .
(2) شجر الغابة الحجرية ، طراد الكبيسي ، دار الحرية للطباعة ، 1972 ص445 .
(3) قضايا الشعر المعاصر ، نازك الملائكة دار العلم للملايين ، بيروت ، ط6، 1941 ، ص137 .
(4) البحث هن المعنى ، ص137 .