الحياة الاقتصادية في مدينة يثرب قبل الاسلام "بحث مستل من اطروحة دكتوراه"

محتوى المقالة الرئيسي

عبد الحكيم صالح عبد القادر
ا0د0 شاكر محمود اسماعيل

الملخص

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد(r) وعلى ال وصحبه وسلم تسليما كثيراً.


اما بعد:


   كانت الحالة الاقتصادية في يثرب متعددة الجوانب, فهي تقع في منطقة خصبة قليلة الملوحة, تسيل فيها الوديان بما يغذي هذه المنطقة بالمياه الكافية لقيام زراعة جيدة فيها، إلى جانب الآبار والعيون التي كثرت في منطقتها والتي حفرها السكان للانتفاع بمياهها للشرب وللسقي, ولذلك عمل أهلها بالزراعة، وكانت خصوبة التربة تغنيهم عن الضرب في الأرض ابتغاء الرزق بوجه الإجمال, وقد وردت آيات قرآنية كثيرة تشير إلى النخيل والأعناب والزروع الأخرى ومن بينها الحبوب والبقول(1).


       بما يمكن أن يقوم برهانًا على أن أهل المدينة كانوا على حظ وفير من الأعمال الزراعية المتنوعة, وأن هذه المزروعات كانت توفر الجزء الأكبر من حاجة السكان الغذائية، كما أن أهل البادية يمتارون منها ما هم في حاجة إليه من غذاء لا سيما التمر، وقد حفلت الآيات القرآنية كثيرًا بذكر النخيل كما في قوله: )وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ((2) مما يوحي بأنه كان يسد كثيرًا من حاجة السكان الغذائية(3).

تفاصيل المقالة

القسم
بحـــــــوث العــــــدد