النقلُ مفهومًا ــ قراءة في المستوى النحوي
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
( النقل ) ـــ أو ما ندعوه بالانزياح ـــ من أوائل المصطلحات التي اتسعت لمجموعة من المفاهيم التي استمدت قوامها ـــ على اختلاف مستوياتها وموضوعاتها ـــ من دلالته المعجمية ؛ سواءٌ بلفظه أو بلفظ ردائفه ، فهو ( التحويل والتصريف ) في المستوى الصرفي ، فـ(( تصريف الأسماء هو نقل الأسماء من مفرد إلى مثنى أو جمع ، أو نقلها إلى تصغيرٍ، أو نسبةٍ ))(1) ؛ كما أنّ (( تصريف الأفعال هو نقلها من الماضي إلى المضارع أو الأمر ، أو من المعلوم إلى المجهول ... ... أو تحويلها بحسب فاعلها من ضمير المفرد إلى ضمير المثنى أو الجمع ، ومن المذكر إلى المؤنث ، ومن ضمير الغائب إلى ضمير المتكلم أو المخاطب ))(2) .
وهو (التطور والتغيير) سعةً وضيقاً، وتعميماً وتخصيصاً؛ في المستوى الدلالي، وإن جعله علماء الدلالة قسيم (السعة والضيق) أو(التعميم والتخصيص) في هذا المستوى ؛ إذ كانت المفاهيم الدلالية الجديدة تطرح على أساس من هذه القسمة الثلاثية التي كانت تحوط بأيِّ تطورٍ دلاليٍّ (تعميم المعنى، تخصيص المعنى، نقل المعنى)(3) حتى دعاها بعضهم (القسمة المنطقية )(4) لكنهم مع ذلك كانوا يقرّون بأنَّ (( نقل المعنى يُعدُّ أهم أشكال تغيير المعنى))(5) وهو ( المجاز والاستعارة ) في المستوى البلاغي ، فـ(( قد عوّل الناس في حدّه ـــ كما يقول عبد القاهر ـــ على حديث النقل ، وإنّ كل لفظٍ نقل عن موضعه فهو مجاز )) (6) . إذ(( المجاز اسم المكان الذي يُجاز فيه , كالمعاج والمزار وأشباههما , وحقيقته هي الانتقال من مكان إلى آخر , وأُخذ هذا المعنى واستعمل للدلالة على نقل الألفاظ من معنى إلى آخر ))(7).