فيضان عام 1954 فصل من تاريخ بغداد الاجتماعي

محتوى المقالة الرئيسي

أ.د. عبد الرحمن إدريس صالح

الملخص

 


حينما تجتاز بغداد مرحلة صعبة من تاريخها الطويل ، فإن أجيالها اللاحقة يتحتم عليهم ان يلتفتوا الى رواد تلك المرحلة الذين تطلعوا آنذاك الى المستقبل وعملوا بجد ووفاء لتجاوز المحن ، وها نحن اليوم نستذكر بعض تلك الإحداث التاريخية لنستلهم منها العبر والمواعظ عسى ان تنفعنا في مسيرتنا الحالية ، ونسترشد بخطى الإباء لتجاوز عثرات الطريق والتي بدت وكأنها كثيرة هذه الأيام.


          كانت الفيضانات واحدة من المعضلات التي هددت بغداد حالها حال الغزو والاحتلال ، دون ان يعني ذلك بالبداهة نفس التوجهات والأهداف وحتى الصعوبات ، فليس غريباً ان تصبح أنهار العراق مصدر خطر على السكان بعد ان شكلت عاملاً مهماً من عوامل نشوء الحضارة التي أغنت البشرية بالكثير .


          لم تكن الفيضانات ظاهرة حديثة ، بل عرفها العراقيون منذ زمن بعيد وأشار اليها الكثير ممن تناولوا تاريخ العراق بشكل عام وبغداد بشكل خاص ، وفي فيضان عام 1954 كانت هناك تحديات حقيقية للعاصمة بغداد تخللتها بعض المواقف التي يمكن من خلالها ان نحدد الكثير من التوجهات السائدة آنذاك ونميز بينها ، لقد كان فيضان عام 1954 أحد الفيضانات الخطرة الذي اثبت فشل مشاريع الري التي رسمت أبعادها السلطات البريطانية آنذاك في الوقت الذي كان لسدة ناظم باشا والتي أكلت منها عوامل التعرية الكثير دوراً إيجابياً للحد من خطر الفيضان .


          أقتضت طبيعة البحث تقسيمه الى ثلاث محاور تسبقها مقدمة وتتلوها خاتمة، تناول المحور الاول خطر الفيضان على بغداد وكرس المحور الثاني لتناول المواقف والافعال أثناء مدة الفيضان ، اذ تم التركيز فيه على دور وزير الداخلية العراقي سعيد قزاز أثناء الفيضان كأنموذجاًٍ بارزاً لدور المسؤول العراقي آنذاك . أما المحور الثالث فتطرق الى نظام نوط الانقاذ الذي تم تخصيصه الى المشاركين في الدفاع عن بغداد . وفي الخاتمة حاولنا عرض اهم الاستنتاجات التي تم التوصل إليها في محاور البحث .


          تطلب البحث الرجوع إلى بعض الوثائق غير المنشورة والتي حصلنا عليها من دار الكتب والوثائق ومخازن وزارة الداخلية العراقية ، فضلاً عن العديد من المصادر ذات العلاقة كان في مقدمتها كتاب أحمد سوسة ، (فيضانات بغداد في التاريخ) والذي يعد من الكتب التاريخية المهمة في هذا الشأن ، وقد تجاوزت صفحاته الثلاثمائة صفحة . كما واسندت البحث بعض الصحف التي عاصرت الاحداث فشكلت مصدراً أصيلاً لا يمكن الاستغناء عنه ، وذلك لما تضمنتهُ من معلومات عن الموقف الرسمي والشعبي في وقت واحد ، منها على سبيل المثال صحيفة "الايام" ، "الاسرار" ، "نصير الحق" و"الزمان" .


وجاءت المقابلات الشخصية مع عدد ممن عاصروا تلك الاحداث بنتائج مثمرة وذلك بسبب إهتمام تلك الشخصيات التي تمت مقابلتهم بموضوع البحث ، فضلاً عن دور العلاقة التي ربطت بعضهم بعدد من الشخصيات التاريخية المؤثرة في القرار السياسي آنذاك ، الأمر الذي ساعد على تكوين رؤية واضحة عن بعض المواقف وأثرها في الاحداث. ويمكن التعرف على المصادر الأخرى المستخدمة في البحث من خلال هوامش البحث وقائمة مصادره .


عسى ان نكون قد وفقنا في دراستنا هذه والحمد والشكر لله. أن أن صثق2صقحخ2ص34هحخصشسيب2ص

تفاصيل المقالة

القسم
بحـــــــوث العــــــدد