الأساليب القرآنية بتحريم الخمر

محتوى المقالة الرئيسي

الملخص

    الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين .أما بعد:-


    فان أسلوب القرآن في التدرج بالتحريم غاية في الروعة واليسر والسهولة ولقد نال موضوع الخمر في القرآن الكريم مكانة مالم ينله طعام ولا شراب في حكمه من نسخ وتدرج في التشريع وان النسخ واقع في الشريعة الإسلامية ، ووقع فيها على معنى ان الله نسخ بعض أحكام الإسلام ببعض ويرجع ذلك إلى سياسة الأمة وتعهدها بما يرقيها ويمحصها ، وبيان ذلك ان الأمة الإسلامية في بدايتها – أي في بداية الدعوة الإسلامية – كانت تعاني فترة انتقال شاق ، بل كانت اشق ما يكون عليها في ترك عقائدها وموروثاتها وعاداتها ، ومن هنا جاءت الشريعة الإسلامية إلى الناس تسير على مهل ، فالخمر شيء اعتاده العرب في جاهليتهم بل انك لا ترى بيتاً إلى وفيه خمر وأمام هذه الغريزة العاتية نرى أن القرآن قد تدرج بعدة أساليب في تحريم الخمر ، فمن غير المعقول ان ينجح الإسلام في فطامهم عنها ، لو لم يتألفهم وينطلق بهم إلى درجة ان يمن عليهم بها اول الأمر وكأنه يشاركهم في شعورهم ، والى حد ان يحرمها عليهم في وقت استعدت فيه بعض الأفكار لتسمع كلمـة تحريمـه ، حين سألوه r : ( يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ) ([1]) ؟ ، وجاء أمر الله عز وجل في ذلك على أحكام وأساليب متنوعة كان ينسخ اللاحق السابق من الحكم مع بقاء التلاوة ، وذلك في تسجيل تلك الظاهرة الحكيمة ظاهرة أساليب التحريم حتى يشهدوا انه هو الدين الحق وان نبيه نبي الصدق .


    يضاف إلى ذلك ما يكتسبونه من الثواب على هذه التلاوة ، ومن الاستمتاع بما حوته تلك الآيات المنسوخة من بلاغة ومن قيام معجزات بيانية او علمية او سياسية([2]).


 


1 . سورة البقرة / 219 .


1 . ينظر : الاتقان في علوم القرآن ، جلال الدين عبد الرحمن السيوطي ، دار الندوة ، بيروت – لبنان ، ج2 ص23 ، وينظر مناهل العرفان في علوم القرآن ، محمد عبد العظيم الزرقاني ، دار احياء الكتب العربية ، عيسى الباب الحالبي وشركاءه ، ج2 ص91 – 92 .


 

تفاصيل المقالة

القسم
بحـــــــوث العــــــدد