اختلاف الهويات الاثنية في العراق وأثر العامل الخارجي في خلافاتها ما بعد 2003

محتوى المقالة الرئيسي

م. ايمن عبد عون
م.د. سامي احمد صالح

الملخص

     بسبب وفرة مياهه وخصوبة ارضه واعتدال مناخه كان العراق منذ فجر التاريخ قبلة للأقوام المهاجرة بحثا عن الماء والكلأ، وكانت سهوله التي توسدت ضفاف رافديه مهدا لأولى الحضارات وأرقاها. وفي الوقت ذاته، أغرى العراق الطامعين بالمال والسلطة في غزوه وسلب خيراته، وبذلك كان بودقة تنصهر فيها الأقوام والحضارات لتنتج هويات اثنية مختلفة تآخت مرات وتصارعت مرات أخرى راسمة تاريخا يتلون بلوني الشمس والدم.


     ويهدف هذا البحث الى تصنيف تلك الهويات واختلافها عن بعضها البعض ودراسة العوامل التي أدت الى نشوئها وصمودها في وجه الصعاب التي مرت بها. ثم يحاول البحث دراسة المكونات الاثنية لعراق اليوم والأسباب التي أدت الى اندلاع موجة العنف الطائفي التي حصدت عشرات الآلاف من الأرواح في السنوات العجاف التي أعقبت سقوط النظام البعثي على أيدي القوات الأميركية. ويميز البحث بين نوعين من الهويات التي تشكلت في العراق عبر تاريخه الطويل؛ الأول هو هويات أصيلة ضاربة في القدم ويصعب جدا الوقوف على اصلها (كالصابئة والأيزيدية) والثاني هو هويات مُستحدثة اوجدتها ظروف سياسية استثنائية (كالشيعة والسُنّة). ويستنتج البحث ان صراع الهويات المستحدثة أشد وأعنف بكثير من صراع الهويات الأصيلة التي تقلصت كثيرا مع مرور الزمن. ويحدد البحث عاملين أساسيين لديناميكية الصراع الإثني هما: المشارب الأيديولوجية للمكونات الاثنية، وميزان القوى البشرية والسياسية والعسكرية بينها. ولا يقلل البحث من الدور الأساس الذي تلعبه القوى الإقليمية والدولية في تأجيج الصراعات الاثنية في البلدان التي  تعدها ضمن مناطق نفوذها السياسي. ويؤكد البحث ان تغليب الهوية الوطنية على بقية الهويات الإثنية وإزالة كل أسباب التوتر والصدام بين تلك المكونات يمثّل شرطا أساسا لتحويل التنوع الإثني في العراق الى عامل قوة ووحدة عوضا عن كونه عامل ضعف وتشظي.

تفاصيل المقالة

القسم
بحـــــــوث العــــــدد