العلامة اللغوية "Semiology" وأثرها في كبح الإرعاب والتطرف "الرسائل الإشهارية" أنموذجًا
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
تسعى هذه الدراسة إلى إظهار القيمة التواصلية للرسائل الإشهارية المصطنعة، وأثرها في ردع النفوس عن السلوكيات المجتمعية الذميمة؛ إذ غدت هذا الرسائل من الأشكال الرئيسة في الاستعمال اليومي ولم تكن سبهللًا، بل أخذت حيزًا مهيعًا، وصارت جزءًا لا ينفك عن ممارساتنا الثقافية اليومية بوصفها خطابًا لسانيًا يُقضى في ظروف محددة بغية استمالة ذهن المتلقي. ولا يخفى على حصيف أنّ هذه الرسائل عمومًا لا تروم النفوذ والتأثير بالإقناع القائم على الإثبات والأدلة فحسب، وإنما تتسلل لواذًا إلى المشاعر التي تستميلها والاحتدام النفسي الذي يعتري المخاطَب، ولعلّ ما اسْتَحَثّنا إلى إسبار غِيران هذه الدراسة الإحساس بالوَجَل مما يكمُن في هذا النوع من الرسائل(سلبًا وإيجابًا) بوصفها طائلة وسطوة قوية صارت تستميلنا وتستهوينا، والأنكى من ذلك أنّها تسوّرت القيم والسلوكيات والمظاهر والانتقاءات نفوذًا، فضلًا عمّا تخلِّفه من نشوى داخلية تغري المتلقي في التّطامن للرسالة، ولا غرو في ذلك؛ لأنّ النفعيين قد اتخذوا إستراتيجيات للإشهار استطاعوا نيل مبتغاهم، ونظرًا إلى اختلاف الأنماط التي تحيل إليها الرسائل الإشهارية فإن موضوع بحثنا سيكون مقتصرًا على بعض اللوازق الورقية الثابتة والالكترونية؛ لما تستوعبه من مزايا وإمكانات توعوية يمكنها تأدية وظيفتها التواصلية على أمثل وجه. ولعلّ من أهم النتائج التي رشحت بنظرة مستوفزة إلى الرسائل الإشهارية أنّها خطاب انبثق نتيجة التحولات الواقعية للمجتمع، وهي في حقيقتها لغة تواصلية تضم دلالات ثقافية، صيغت ابتغاء استهداف المتلقي وتحمل أمرًا محددًا، تغريه عوامل معيّنة؛ لذا جلّ اهتمام المرسِل في الإستراتيجية الإشارية هو استقطاب المتلقي ورضاه بما تحتجنه رسالته دون الازورار إلى غيره. فضلًا عن أنّ المنهج المتخذ من البلاغة والتداول نجد أنّهما لا يكونان على منوال واحد من حيث التأسيس والإجراء بيد أنّهما يبدوان على لاحِبٍ واحد في التأثير والإقناع من منظور تداولي؛ لذا نرى أنّ الرسائل الإشهارية التي تتخذ من السجع والجناس مسارًا لها يكون هدفها الأسمى لفت النظر والانتباه، وإسبار المُشْهَر في عقل المتلقي لتحقيق الأثر المبتغى بكل دلالاته؛ لذا نجد أنّ الرسائل الإشهارية لها أثر تام وبالغٌ في مكافحة التطرف الفكري وذلك في ضوء ما تؤديه من وظائف تعبيرية ترشد إلى السبيل الصحيح وكبح النفس عن القناعات السلبية التي تكون الأسّ في ترسيخ الغلو المؤدي إلى الإرعاب، لذا ثبّ أمر الدراسة في مبحثين تسبقهما مقدمة وتعقبهما خاتمة تضم أهم النتائج.
تفاصيل المقالة
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution 4.0 International License.