الغش والتزييف في العملة وعقوباتها في التاريخ العربي الإسلامي

محتوى المقالة الرئيسي

م.م جمال مصطفى خماس

الملخص

لم يعرف الإنسان التعامل بالنقود في حياته الأولى التي قضاها في الغابات ولكن بعد حياة الاستقرار واشتغاله بالزراعة ، وانخراطه في سلك الجماعة ، وجد الإنسان نفسه مضطرا للتفكير في الأخذ والعطاء ، وساعد على ذلك رغبته الفطرية في المبادلة ( 1 ) .


وتخبرنا المصادر إن الإنسان في حياته الأولى لجأ إلى استعمال وسائل مختلفة للمبادلة ، ففي الصين مثلا استعمل المحار ، وغدت الوسيلة الرسمية للتبادل حتى القرن الرابع ق . م ، حيث ظهرت في الصين النقود المعدنية ، أما في بلاد اليونان فقد لعب الثور دورا هما في التبادل ، فيذكر  [ هوميروس ] في إلياذته إن بعض الأسلحة كانت تساوي تسعة ثيران وبعضها مائة ، كما قدرت الجارية بأربعة ثيران ( 2 ) .


ولكن بعد تطور الحياة اتجهت الدول إلى إعداد المعادن بأوزان معلومة وتحت مسؤولية أصحابها الذين نقشوا عليها أسماؤهم أو ميزوها بعلامات خاصة ، وتولت الدولة مسؤولية الإشراف على هذه العلامات ، فختمت القطعة المعدنية بخاتم الدولة كي تصبح قانونية ليأمنها الناس من التزييف ( 3 ) .


والتزييف في اللغة " جمع زيف بالفتح ، وهو جمع زائف ايضا ، وهو الدرهم الذي خلط به نحاس او غيره ، فكانت صفة الجودة ، فيرده  بيت المال لا التجار ، والبهرجة ما يرده التجار ، ويقال له البهرج أيضا بلا هاء ، واما إذا  غلب عليه الغش فيقال له الستوق وزان تنور " وعرف أيضا هو ( الزائف من الدراهم الرديء المردود لغش فيه ) ( 4 )


 


( 1 ) المقريزي ، تقي الدين احمد بن علي ، النقود الإسلامية   المسمى بشذور العقود في ذكر النقود ، ( تحقيق محمد السيد علي بحر العلوم )  ، ط5 ، النجف 1967 ، ص 71 .


( 2 ) عبد الرحمن فهمي محمد ، صنع السكة في فجر الاسلام ، القاهرة ، 1957 ، ص 3 .


( 3 ) عبد الرحمن فهمي محمد ، النقود العربية ماضيها وحاضرها ، القاهرة ، 1964،ص 14 .


( 4 ) المقريزي ، المصدر السابق ، ص 74 .

تفاصيل المقالة

القسم
بحـــــــوث العــــــدد