المصالحة بين ضرورات الدين وبناء الدولة الحديثة

Abstract

المصالحة بين ضرورات الدين وبناء الدولة الحديثة
تعد موضوعة المصالحة الوطنية من المواضيع التي باتت تستأثر باهتمام الباحثين والسياسيين على حد سواء ، لما لها من أهمية في بناء الدولة الحديثة المستقرة ، لذلك يأتي هذا البحث لربط موضوع المصالحة بين الضرورات التي أكدت عليها جميع الكتب السماوية لحث أتباعها على خلق مجتمع امن يستطيع معه بني البشر من اعمار الأرض ، وبناء دولة مستقرة تنعم بها الأطياف الاجتماعية بمختلف مكوناتها بالأمن والاستقرار0
تم تقسيم البحث الى مقدمة ومبحثين وخاتمة :-
في المبحث الأول ومن خلال ثلاث مطالب وضح الباحثان الضرورات الدينية لمفهوم المصالحة والسلم في الأديان السماوية ، ففي المطلب الأول تم إيضاح الأبعاد التي أخذها مفهوم المصالحة في الفكر اليهودي ، وقد اتضح بان الفكر اليهودي لا يؤمن بالصالحة والسلم مع غير اليهود حتى يتمكنوا من بناء دولتهم العالمية التي تضع جميع البشر من الأديان الأخرى تحت إمرتهم ، وقد بين الباحثان الظروف وعوامل بناء الشخصية اليهودية التي تركت آثارها لهذا الفهم والتصور في موضوع المصالحة ، وقد تم تكريس المطلب الثاني لبيان التصور النصراني للمصالحة وكيف عمل النصارى على تحريف المفاهيم العظيمة التي أرساها السيد المسيح في المصالحة والتسامح والمحبة والإخاء من خلال تأثير اليهود على النصارى ، اما المطلب الثالث فقد تم تكريسه لبيان معنى المصالحة وشروطها في الإسلام مبينين أهم الأركان التي اهتم بها بدءا بالأسرة وصولا الى الدولة وعلاقتها مع باقي الأمم 0
اما المبحث الثاني فقد جاء لمعالجة اثر المصالحة في بناء الدولة الحديثة باعتبارها ضرورة لبناء المجتمع الآمن المستقر ، وتم توضيح أبعاد المصالحة على الصعد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، والتي تسهم في بناء دولة يعزز فيها مفهوم المواطنة والولاء للدولة والذي بدوره يعزز من قدرات الدولة وتأثيرها في محيطها الإقليمي والدولي0