شعر الوزراء في العصر العباسي

Main Article Content

أ.م د.سميعة عزيز محمود

Abstract

يعد الشعر صورة عن المجتمع ويصيبه ما يصيب اوجه الحياة من جمود او تطور و تجديد . وقد اتسعت مجالات الحياة في العصر العباسي وخاصة العصر الاول ، وتعددت نشاطاتها وفتح العرب ابوابهم لحضارات وثقافات جديدة متنوعة جعلهم ينتقلون من طور البداوة والانغلاق والفقر الى بناء حضارة جديدة خالدة بعد ان نهلوا من كل موارد الفكر والثقافة وتوافر لهم الرخاء الاقتصادي فكان لابد ان يتأثر إبداعهم الادبي وانتاجهم الشعري بروح العصر وخصائص الحضارة مع الاحتفاظ بسمات الشعر القديم .(1)


        لذلك ازدهر الشعر وبلغ اوج عظمته في العصر العباسي الاول ، فقد كان الخلفاء والوزراء يشجعون الشعراء ويمنحونهم الهدايا والعطايا والهبات ، ومثال ذلك كان الخليفة هارون الرشيد لا يشغله شاغل ولا يلهيه عمل ، ولا يحول وجهه عن العلم والعلماء والادباء والشعراء سبب من الاسباب ، مهما كانت قوته وأهميته ، ولكنه يفتح بابه على مصراعيه لافضل العلماء والفقهاء والمحدثين والرواة ، والخطباء والشعراء ، وتتوالى عليه وفودهم ، ولا يخلو وقت من تلك الاوقات كلها من ان يكون بحضرته شاعره مروان بن ابي حفصه ، وما من شاعر مفلق الا كان له من دار الخلافة مدرسة واستاذ ، او قبلة او منارة (2) . كما ان اختلاط العرب بالامم الاخرى ، وما نقل الى العربية من اداب الفرس والهنود ادى الى دخول اساليب جديدة في الشعر العربي ، وفتح اذهان الشعراء وخيالاتهم على ابواب من القول والابداع (3) .

Article Details

Section
بحـــــــوث العــــــدد