الـــعـــلـم في القرن الحادي والعشرين

Main Article Content

أ.د. مضر خليل عمر الكيلاني

Abstract

إن الحديث عن العلم في القرن الحادي والعشرين كالحديث عن المجرات السماوية ، نرى القليل ، و نتحسـس البعض ، ونجهل عن الكثير ، وذلك لأننا لازلنا نستخدم أعيننا المجردة للنظر الى (الكون) الذي لا يدرك كنهه بسهولة بدون ادوات مساعدة وبدون تأمل عميق . كذلك الحال عند الحديث عن العلم اجمالا ، ولكن نظرة خاطفة عن تطور العلم ، أ و بعبارة أدق أبرز شواخص الحضارة الإنسانية ، قد تساعد في التعرف على بعض من سمات العلم واركانه في مطلع الألفية الثالثة .


          بافتراض أن مراحل تطور تفكير الانسان  وتعلمه وبناء شخصيته  تشكل نموذجا حيا model لتطور حضارة الانسان واتساع دائرة معرفته وتنامي خبراته وقدراته وبالتالي طموحاته ومشاريعه ، حينها تكون المرحلة الاولى من حياته (حضارته) هي مرحلة التعرف على وتلمس
( وتذوق) كل ما يقع عليه نظره وتصل اليه يده (مرحلة الخبرة المباشرة) . وكانت دائرة المعرفة فيها ضيقة جدا ، محصورة في غرفة نومه وحيث يسمح له اهله باللعب  (ولغة التخاطب الاشارات والاصوات) . وتتسع الدائرة مع الايام لتشمل البيت باكمله ، وفي البيت تنوع في الموجودات يفوق ما كان موجودا في غرفة النوم . وهنا تنوعت المعرفة والخبرة ، وبدأت تتوضح مخارج الحروف والاصوات تتحول الى كلمات ، والكلمات تترادف لتشكل جمل شبه كاملة ، كذلك هناك آلات جارحة ، وأخرى مؤذية ، وبعض الموجودات مرا ، والآخر حلوا ، وكانت محاولات الوقوف والمشي الاولى متعثرة يصاحبها البكاء والالم . وكانت الحركة متأرجحة ، والمساعدة محدودة في الكثير من الحالات ، وفي حالات تأتي متأخرة ، أو لتحول دون الوصول الى الهدف . أنها مرحلة اكتشاف تحفر نتائجها على الجبهات والايدي والارجل . ولكن بدونها لما وقف و لا مشى ، ولما صار كائنا يعتمد على نفسه ، ويسخر الموجودات لصالحه . ولولاها لما تعلم الكلام  وأرسى قواعد شخصيته الذاتية . هذه هي مرحلة الجمع والالتقاط والصيد والرعي من حياة الكائن البشري (ولازالت بعض الشعوب تعيشها)% .


%  تنشر مجلة National Geographic Magazine  ومحطة Discovery الفضائية العديد من التقارير عن شعوب لازالت تعيش هذه المرحلة البدائية من حضارة الانسان في غابات الامزون و جزر المحيط الأطلسي النائية والمنعزلة . وفي افريقيا لاتزال قبائل البشمن على سبيل المثال هكذا .

Article Details

Section
بحـــــــوث العــــــدد