يحيى بن يعمر وآراؤه الفقهية

Main Article Content

م.د. جمال إبراهيم حمادي الزوبعي

Abstract

الحمد لله الذي ملك فقدر، وخلق فأمر، وعُبد فأثاب وشكر، وعُصي فعذب وغفر، له الحمد حتى يرضى، وله الشكر على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، وله جزيل الثناء في كل وقت وحين.


والصلاة والسلام على أفضل الخلق، ورسول الحق، سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين، الذي بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وأرسى قواعد الدين الحنيف، فجزاه الله خير ما جازى نبياً عن أمته، وصلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهدية إلى يوم الدين.


وبعـــــــد :


فقد جعل الله سبحانه وتعالى أمة محمد r خاتمة الأمم، وجعل رسالتها خاتمة الرسالات، لذلك اصطفى الله U لتبليغ هذه الرسالة والهداية إليها والإرشاد بها رسوله وصفوة خلقه محمد r  حتى أتم الله على يديه بناء هذا الدين، وأظهره على الدين كله، ومن حكمته تعالى أن اصطفى لنبيه r أصحابه الكرام الذين اقتبسوا منه الأخلاق والأمانة والخلق الرفيع حتى صاروا صفوة هذه الأمة وقادتها، ونجوم هدايتها، فجاهدوا في الله مع رسوله حق الجهاد، وحملوا عنه أمانة التبليغ، وعن هذا الجيل المبارك أخذ التابعون، فكانوا نعم الوعاء الذي حفظ لهذه الأمة علومها الشرعية، وعلى أيدي التابعين تربى أتباعهم الذين يرجع جلَّ الفضل إليهم في تدوين هذه العلوم، فصان الله تعالى بهم ثروة الأمة من الضياع، ثم بعد ذلك أنجبت الأمة العديد من العلماء في شتى فنون المعرفة ولاسيما العلوم الشرعية، وكان للفقه أئمة مجتهدون من أبرزهم الأئمة الأربعة الذين دونت آرائهم وجمع فقههم أما بواسطة إمام المذهب أو أحد تلاميذه، ومع ذلك فقد ظهر قبل وبعد هؤلاء الأئمة علماء أعلام لا يقلون عنهم منزلة وشأناً ولكن حجب تمام الاستفادة من فقههم لتناثر علمهم في بطون الكتب الفقهية وغيرها.


ومثل علم الفقه علم الحديث اذ هيأ الله له جهابذة متقنين وعلماء عاملين ميزوا فيه الغث من السمين، ومثل علم الفقه والحديث سائر العلوم الشرعية إذ كان لكل علم رجاله المشهورون وعلماؤه المعروفون، إلا ان هذا التوزيع للعلوم والعلماء لا يعني بالضرورة تخصص في علم دون آخر، فكم من فقيه له في علم الحديث ما لا يخفى وكم من محدث له رأيه السديد في الفقه.


والتابعي الجليل يحيى بن يعمر الليثي من بين هؤلاء الأجلاء فأحببت أن أدرس فقه هذا التابعي من خلال ما ذكره عنه أئمة الفقه وعلماؤه فحصلت على هذه المسائل من فقهه وهي لا تعني بالضرورة كل فقه هذا التابعي الجليل بل على العكس فان حياة يحيى بن يعمر تنبؤ عن ثروة علمية وفقهية كبيرة جداً لكن هذا ما تيسر لي من جمع واظهار لفقه هذا التابعي الجليل.

Article Details

Section
بحـــــــوث العــــــدد