تطور السياسة المائية الإسرائيلية تجاه المياه العربية

Main Article Content

أ.م.د. عبد الأمير الحيالي

Abstract

        لم تكن مشكلة المياه ذات شأن قبل سنوات , وحتى إذا كان البعض ينظر إليها باهتمام , فقد كان ذلك في حدود الاهتمام الزراعي أو الاقتصادي , على أن تزايد وتائر الجفاف في العقد الأخير فرض مشكلة المياه كأحد الأخطار الأساسية التي تهدد مستقبل الكثير من أقطار المنطقة , فأصبح تعبير (أزمة المياه) شائعاً , بل أنه تحول من دائرة الاقتصاد ليصبح مشكلة سياسية , أو مشكلة ستكشف عن كل أبعادها السياسة في المستقبل القريب .


          إن مواقع الصراع المائي في المنطقة هي أربع , وتشمل أحواض أنهار النيل , والفرات , والأردن , والليطاني  لأنها بمثابة شرايين الحياة العربية التي تؤثر عليها أو تتحكم فيها (إسرائيل) , وهذه حقيقة ثابتة تكرسها الحركة الصهيونية بأحلامها وأحكامها وبمشروعاتها الراهنة على أرض الواقع , فموضوع المياه كان حاضراً في أذهان القوى الدولية وقيادات الحركة الصهيونية الرامية إلى توفير المياه لتحقيق أهدافهم وأطماعهم من أجل توطين العدد الأكبر من المهاجرين اليهود .


        ومن هنا أرتبط الاستيطان الصهيوني بالسيطرة على الأرض والمياه معاً , وقد سعت الحركة الصهيونية إلى إعطاء أولوية وعناية كبيرتين لهما , لأن الأرض والمياه عنصران متلازمان في الفكر الجيوبوليتكي الصهيوني , منذ اختيار فلسطين كوطن قومي لليهود , حيث وضعت الحركة الصهيونية المياه العذبة كشرط أساسي , وقضية أولية لقيام ذلك الوطن في فلسطين , حيث كان البعد المائي حاضراً في فكر الحركة الصهيونية في تكوين البعد الجغرافي لإنشاء دولتهم .

Article Details

Section
بحـــــــوث العــــــدد