مفهومات نظرية القراءة والتلقي

Main Article Content

أ.د خالد علي مصطفى
م. ربى عبد الرضا عبد الرزاق

Abstract

إن عملية التلقّي ، في أوضح مفهوم لها ، هي عملية مشاركة وجودية تقوم على الجدل بين المتلقي والنص . وهي لم تكن بالضد تجاه أي مُقارَبة من المُقاربات النقدية الحديثة ، كالشكلانية ، والبنيوية ، والتفكيكية ، وغيرها ، وكانت أهم نقلة قامت بها هي التحول من قطب المؤلف – النص إلى قطب النص – القارىء .


     لقد حاولت نظرية الأدب في مسار تطورها التأريخي ، أن تُعالج النص الأدبي ، وقد توقفت كل نظرية في إطار جانب أو أكثر من جوانبها مؤكدة أهميته على حساب الجوانب الأخرى ، فكانت المناهج السياقية تنشد للمبدع وتجعله في قمة الهرم ، وجعلته عنصراً فاعلاً ، فقد جعل معاييره الخاصة أساساً في فهم العمل الأدبي ، على حساب المتلقي الذي أُهمل ، ولم يكن له دور يُذكر ، تأتي بعدها مناهج البنيوية التي أعطت الدور الرئيس للنص ، بوصفه بنية محايثة ، لا علاقة لها بشيء يقع خارج النص ، ولا يجب على القارىء أن يبحث عن دلالات العمل الأدبي خارج إطاره اللغوي ، فمهمة القارىء تحليل النص بتشكلاته اللغوية على وفق دلالاتها ، مهملة بذلك المبدع والمتلقي ، خطت المناهج الحديثة على يد ( ياوس وآيزر ) (*) خطوة جديدة ، تغيرت بها تقاليد النظام السائدة في قراءة النص ، إذ تحوّل الدور الرئيسي للقارىء ، الذي يجب عليه أن يتفاعل مع بنيات النص ، فإذا ما حصلت عملية الفهم ، وجب عليه أن يستحضر ما سبق أن كونته له قراءاته السابقة من ذخيرة معرفية ، لردم فراغات النص ، وخلق التماثل من اللاتماثل ، حتى يتمكن من الكشف عن مقصدية المؤلف ، والنص، فمهمة القارىء يجب أن تقوم على مدى قدرته في طرح تقاليد جديدة يُغيِّر بها نظام التقاليد السائدة ، بوجود أدوات إجرائية ، يوظفها للتحليل والمقارنة في نصِه الذي يتناوله بالدراسة ، وقد كانت أبرز الأدوات هي :


- أفق الانتظار الذي أوجده ( ياوس ) .


- القارىء الضمني الذي أوجده ( آيزر ) ، أجدهما يُكمل الآخر . فالعمل الأدبي يمثل تفاعلاً حيوياً بين خصائص النص من جهة وأفق إنتظار القارىء من جهة أخرى ، أهم ما في نظرية التلقي أنها تخلق محاورة بين الموضوع والقارىء ، ولا يمكن وصف مثل هذه العملية إلاّ بوجود القارىء الضمني ، بوصفه وسيطاً بين النص وفعل القراءة ، وهو قارىء يفترضه المبدع لا وجود حقيقي له .

Article Details

Section
بحـــــــوث العــــــدد