ثنائية الجود والبخل في اطار التناشز الاجتماعي _ دراسة تحليلية شعر عصر الخلافة في الاندلس/321هـ-422هـ مثالًا
Main Article Content
Abstract
إنَّ حياة سكان الأندلس الإقتصادية في مدة عصر الخلافة كانت تتسم بالكثير من السمات الايجابية وبالخصوص على المستوى المعاشي، بحسب أغلب من كتب في التاريخ الأندلسي, ولكنَّ الذي يقترب من جوهر حقيقة ذلك العصر هو ما ذهب إليه الدكتور أحمد هيكل قوله إن كان ثمَّة رخاء للدولة والأفراد, فإنَّه رخاء مبالغ فيه كثيرًا, نعم لقد وصلت الأندلس في ذلك العصر إلى رُقي ورخاء اقتصادي, ولكن هل كان الأندلسيون جميعًا يتمتعون بالرخاء والترف؟ من البديهي أنَّه لا يخلو أي مجتمع من تفاوت طبقي يقسمه نصفين, طبقة مترفة منعمة, وطبقة كادحة مسحوقة, وعبر دراستنا لتلك الحقبة نجد أنَّ الصراعات والمعارك قد استهلكت الكثير من مصادر دخل الدولة, ولكنَّه وعلى الرغم من كل ذلك فمن المسلم به ان أفراد الطبقات الخاصة قد يكونون على وتيرة واحدة لا يؤثر بهم اي تدني فهم من المحتمل يتلذَّذون ويستمتعون بالكثير من مظاهر الترف والبذخ في شتى مناحي الحياة الاجتماعية وهذا يؤكد أنَّ الطبقات الخاصة المترفة تتنعم بالرخاء والرقي الإقتصادي على حساب الطبقة الكادحة المسحوقة التي يلتف حول خاصرتها الجوع ويسحقها القلق, وهكذا حين يتعرض أي مجتمع لحالات القهر ... خصوصًا على المستوى الإقتصادي باعتباره عصب الحياة, تخلو الحياة من مضمونها في ظل الفقر والجوع والأحوال المعيشية المتردية والشعر منذ سالف الزمان وحتى مراحل تاريخية لاحقة ظلَّ يمثل وثيقة إنسانية تكشف عري المجتمعات, وموضوعات أخرى, والشعراء هم أكثر الناس الذين كان في ضمن خيالهم الشعري تطلعًا إلى عالم أكثر إشراقًا يتجاوز العقبات في الواقع المَعيش .