مركزيّة الخطاب ومنهجه المعياريّ في الفلسفة السفسطائيّة قراءة في التداوليّات المعرفيّة المركزيّة ـــ الخطاب السفسطائي ــ المنهج ـــ الديالكتيك
Main Article Content
Abstract
لعل محاولة استكشاف أولية في دفاتر السفسطائيين الفلسفية التي خلّفتها مبثوثة في كتابات ومحاورات بروتاغوراس (1) وجورجياس (2) في محاورات أفلاطون (3) تنبىء عن نوع من حرفية المسار ، ودقة في تحديد المنهج ، ووعي كامل بأهدافها فضلًا عن شخصيّة مميزة الملامح في استراتيجيات الحوار، فكانت طريقة أخرى تميّزت فيها على سابقيها (4) ومعاصريها ، لكنّ الطابع النفعي أجهز على سمعتهم العلمية ، فتحولت " السفسطة " من المهارة والحذق والابتكار والبراعة في سبك الأدلة والإحالة إلى المخاتلة البلاغية والتلاعب بالأهواء إلى تعليم الخطاب الأجوف من المعاني القيميّة ، يدعو إلى محاولة إفساد العقول.
من هنا فإن السفسطائية (5) بها حاجة إلى درس جديد في ضوء النظريات المعرفية للخطاب ؛ المنهج التداولي تحديدًا ، وذلك لقناعتنا أن طريقة السفسطائيين مرحلة أصيلة وجادة عند فلاسفة اليونان تستحق النظر بل أكثر من هذا صلاحيتها المنهجية للدراسة في هذا العصر، وبخاصة إذا تم معالجتها وفقًا لتحليل المصطلح في الخطاب ، معنى هذا أن البحث في أدوات الخطاب الكليّة وصلاحيتها للدراسة المعاصرة وليس الفلسفة السفسطائية من جهة معرفية ما يلهث الباحث وراء ملامحه ، وهذه مهمة البحث هنا .