ملامح من الأوقاف عند العرب في صدر الإسلام وقبله
Main Article Content
Abstract
مثلت الأوقاف الإسلامية حركة حضارية فاعلة ضمنت استقلال منشآت المجتمع المدني الإسلامية سواء كان ذلك في مجال التعليم أو الفتوى أو الضمان الاجتماعي، وصارت تلك الأوقاف مصدرًا للاستقلال تمويل هذه المنشآت عن السلطة الحاكمة بما يضمن حركة استمرار واستقرار لتلك المنشآت، ويبرز دورها كنظام اجتماعي تكافلي يرتكز على المبادئ والقيم والأخلاق السامية التي جاء بها الإسلام وحث عليها، فهو ينظر إلى أفراد المجتمع الذين ينضوون تحت ظله بنظرة التكافل والحرص على رفاهيتهم ومتطلبات حياتهم بقطع النظر عن الاعتبارات الشخصية والنزعة المصلحية، فهو يغرس التكافل والتعاطف مع الآخرين، حتى ولو لم تكن بينهم معرفة سابقة أو علاقة شخصية، ويجسد علاقة أفراد المجتمع ببعضهم في صورة علاقة أعضاء الجسد الواحد ببعضه. ولم يقتصر دور الوقف على جوانب الحياة المدنية من تعليم وصحة وضمان اجتماعي، بل تعداها إلى النفقات في مجالات الأمن والدفاع على اعتبار إن أمن المسلمين كان ضرورة لابد منها لضمان استقرار المجتمعات الإسلامية، وهناك الكثير من العقارات والأراضي الزراعية تصرف مردوداتها على المجاهدين في سبيل الله، وفك أسر من أسر منهم، وعلى تعمير القلاع والأبراج الحصينة والأسوار حول المدن والقرى لحمايتها من أي اعتداءات خارجية. وأما من الجانب الاقتصادي فتكمن أهمية الأحباس باعتبارها أسلوبًا اقتصاديًا يقضي بتوزيع الثروة وتحقيق العدالة الاجتماعية