الاحتجاجات اللغوية لإثبات بعض صفات الذاتية الإلهية دراسة تحليلية دلالية Linguistic protests to prove some of the divine attributes: an analytical semantic study

Main Article Content

م. محي الدین محمد سعيد

Abstract

إن الناس قد اختلفوا وافترقوا في باب الإيمان بنصوص صفات الرَّبِّ ما بين : مُثبت، ومُؤوّل، ومُفوّض، ومكيف، ومنكر. وكان من أكثر الفرق انتشارا بين أقطار المسلمين : مذهب أهل التأويل القائم على تعطيل نصوص صفاتِ الرَّبِّ له عن حقيقتها اللائقة بالله تعالى !!


والمثبتون لصفات الله: يعتقدون أن الله يمتلك صفات حقيقية تليق بجلاله وعظمته، مثل السمع والبصر واليد والوجه، والرحمة والقدرة وغيرها ويعتقدون بأن الصفات لا تقتضي تشبيهاً أو تجسيداً لله. ويعتمدون في إيمانهم بالصفات على النصوص القرآنية والأحاديث النبوية، مع تفسيرها بما يتفق مع مفهوم التوحيد ورفض التشبيه، ويقرون بأن بعض الصفات قد تكون فوق قدرة البشر على الفهم الكامل، ولكنهم يلتزمون بما ورد في النصوص دون تحريف أو تأويل أو تشبيه، كما قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11].


أما المنكرون لصفات الله: ينكرون أن لله صفات تُمَيِّزُه أو تُشير إلى خصائص محددة، ويعتقدون أن الحديث عن الصفات قد يؤدي إلى التجسيد أو التشبيه. ويشددون على تنزيه الله عن كل ما يمكن أن يتصور في عالم البشر، ويرون أن الصفات قد تؤدي إلى تصوير الله بصورة مادية أو محددة، ويفسرون النصوص التي تتحدث عن الصفات بشكل رمزي أو مجازي، مع التركيز على أن الصفات لا تعبر عن حقيقة إلهية ملموسة. يحذرون من أن الإيمان بالصفات قد يؤدي إلى تشبيه الله بمخلوقاته، وهو ما يتعارض مع مفهوم التوحيد المطلق.


ودراستي هذه تبحث في كيفية استخدام اللغة والأدلة اللغوية لإثبات أو دعم بعض الصفات التي تُنسب إلى الله جلَّ وعلا. وتهدف هذه الإحتجاجات إلى تبرير الإيمان بهذه الصفات بناءً على تحليل اللغوية وتفسير النصوص الدينية. تتناول هذه الدراسة كيفية استناد الفقهاء والعلماء إلى قواعد اللغة والتفسير لتدعيم فهمهم للصفات الإلهية وتعزيز الحجج التي تؤكد وجودها وصفاتها بشكل دقيق ومناسب.


بعبارة أخرى، يتعق هذا الموضوع بدراسة كيف يمكن استخدام للغة وتفسير النصوص أن يسهما في إثبات صفات معينة لله سبحانه وتعالى من خلال الحجج اللغوية والتفسيرية. لذا سميته بـ (الاحتجاجات اللغوية لإثبات بعض الصفات الإلهية دراسة تحليلية دلالية)


وتتألف الدراسة من مقدمة، ومبحثين، وقد ذكر الباحث في المقدمة أهمية اللغة العربية وعلاقتها بالعقيدة، وخطورة الجهل بها على العقيدة، وعرف (الاحتجاج) لغة واصطلاحا، أما في المبحث الأول فتحدث عن صفة الذاتية (اليد) لله تعالى مستعينا بالآيات القرآنية وبيانها باللغة العربية، أما في المبحث الثاني فتحدث فيه عن صفة الذاتية (الوجه) لله تعالى كذلك مستعينا بالآيات القرآنية وبيانها باللغة العربية، وقد اعتمد الباحث المنهج التحليلي التطبيقي؛ لأنه يُعني بدراسة الصفات الإلهية ويتضمن مجموعة من الخطوات الأساسية التي تهدف إلى فهم معمق وتطبيقي للصفات الإلهية. يتسم هذا المنهج بالتركيز على كيفية تطبيق التحليل على المسائل الدينية وتوجيه الدلالات المفهومية لها. وجدت بعض الدراسات السابقة التي تشابه نوعا ما هذه الدراسة في بعض الجوانب، منها: أثر الدلالات اللغوية في التفسير عند الطاهر بن عاشور»، د. مشرف بن أحمد الزهراني، والأثر العقدي في تعدد التوجيه الإعرابي لآيات القرآن الكريم، جمعا ودراسة، تأليف د. محمد بن عبد الله تعالى بن حمد السيف، والتفسير اللغوي للقرآن الكريم، د. مساعد الطيار، وإبراز دور المفسرين والمعربين من أهل السنة السلفيين في خدمة العقيدة الإسلامية الصحيحة، والمساهمة في إبراز التوافق بين العقيدة الصحيحة واللغة الفصيحة، وبيان أن هذه العقيدة الإسلامية لا تخالف قواعد وأساليب اللغة العربية، وإقامة البراهين اللغوية على تفنيد العقائد الخلفية، والبراهين اللغوية لتقرير العقيدة السلفية وتفيد العقائد الخلفية.

Article Details

Section
بحـــــــوث العــــــدد