الصراع الرومانيّ – الساسانيّ حول مملكة تدمر ( 226 – 273م)
Main Article Content
Abstract
بدأ الصراع الرومانيّ - الساسانيّ صراعاً سياسياً اقتصادياً دينياً: اما الصرع السياسي فقد تمثل في سعي كلتا الإمبراطوريتين في الحصول على مكاسب سياسية كل منهما على حساب الأخرى ، ولم تكن تلك المكاسب في مناطق عادية بل كانت في مناطق ذات أهمية استراتيجية واقتصادية ومن ضمها مملكة تدمر، اما الصراع الاقتصادي فقد ىتمثل في رغبة كلتا الإمبراطوريتين في بسط سيطرتها المباشرة على منافذ التجارة الدولية التي تربط الشرق بالغرب وكانت مملكة تدمر وسط هذا التنافس، اما من الناحية الدينية، فقد بدأت تلك الأسباب تتضح سنة 313م وهي السنة التي أعلن فيها الإمبراطور قسطنطين (306-337م) النصرانية ديانة رسمية للإمبراطورية الرومانية ، فقد كان ذلك الإعلان سبباً في توثيق الصلة بين أرمينيا التي أعلنت تنصرها رسمياً سنة 301م وبين الإمبراطورية الرومانية ، ولم يكن ذلك ليرضي الدولة الساسانية التي كانت تسعى لضم أرمينيا إليها دينياً وقومياً هذا من جهة ، من جهة أخرى كان ذلك الإعلان سبباً في أن ينظر الساسانيون إلى رعاياهم من معتنقي النصرانية على أنهم حلفاء لعدوهم وأنهم متآمرون يعملون على تقويض أركان الدولة من الداخل لذلك أخذوا يضايقونهم ويضطهدونهم، ولأن الدولة الرومانية كانت تعد نفسها حامية لهم فقد عدت تلك المضايقات سبباً في قيام عدة حروب بينهم .