المخاوف الدولية من الانضمام للمحكمة الدولية الجنائية

محتوى المقالة الرئيسي

م.م.حيدر عبد الرزاق حميد

الملخص

       في السابع عشر من تموز عام 1998 تم اعتماد النظام الأساسي للمحكمة الدولية الجنائية وقد دخل حيز النفاذ منذ الأول من تموز 2002 بعد إن اكتمل بذلك النصاب من مصادقة أكثر من 60 دولة على النظام الأساسي (1). فشهد هذا اليوم حدثا هاما بتاريخ القانون الدولي الجنائي خاصة والبشرية عامة بتجسيد أرادة المجتمع الدولي في مكافحة وردع أخطر الجرائم على الصعيد الدولي.


   غير أن الذي دعانا إلى البحث في موضوع المخاوف الدولية من الانضمام إلى المحكمة الدولية الجنائية لما لهذه المحكمة من أهمية ودور خلاق لمحاسبة ومعاقبة مرتكبي أبشع الجرائم وأكثرها بطشا على الإنسانية وعدم إفلاتهم من العقاب فنحن على الصعيد الداخلي نعاقب بالإعدام كل من تثبت أدانته بجريمة قتل إنسان فما بالك بالذي يقتل مئات بل الآلاف من البشر(2) والتستر تحت غطاء الحصانة وعدم المسائلة أو لأسباب أخرى , ولكن الذي نسأل عنه هنا , أما آن الأوان لطي صفحة الماضي الأليم والتقديم الجناة الحقيقيين لمعاقبتهم أمام هذه المحكمة ؟! , أما آن الأوان لاستفاقة الشعوب والبحث عن قتلتهم ومرتكبي الجرائم البشعة بحقهم ؟! , أما آن الأوان لوضع حد لإفلات مرتكبي الجرائم التي اتفق عليها دول العالم أجمع من العقاب عليها ؟! , ولغرض الإجابة على هذه التساؤلات وغيرها ارتأينا أن نبحث في ثنايا هذا الموضوع من خلال مبحثين تناولنا في الأول مبررات أنشاء المحكمة الدولية الجنائية للبحث عن حقيقة الأمر في ماهية الجهد الدولي الكبير من اجل إنشاء هذه المحكمة . أما المبحث الثاني فقد تم تخصيصه لبحث المخاوف التي إثارتها الدول وحدت من الانضمام إلى المحكمة وبالتالي التصديق عليها . سائلا العلي القدير أن نكون قد وفقنا في عرض هذا الموضوع على أمل إن يلقى صدى واسع لدى الباحثين المهتمين في مجال القانون الدولي الجنائي بشكل خاص لما يشكله من رفد مصادر هذا الجانب المهم والحيوي من جوانب القانون الدولي والمجتمع الدولي بشكل عام.

تفاصيل المقالة

القسم
بحـــــــوث العــــــدد