الايلخانيون والايلكانيون أسرتان مغوليتان حكمتا العراق وإيران

محتوى المقالة الرئيسي

سرمد قاسم محمد خميس
أ.د. سميعة عزيز محمود

الملخص

     لم يختلف المغول كثيرًا عن غيرهم من الغزاة إلا بالوحشية المطلقة، وهذا راجع إلى نظامهم الاجتماعي البدوي، وقساوة الطبيعة التي عاشوا فيها؛ وعلى الرغم من اندماجهم في المجتمع الإسلامي بعد إسلامهم، وأتباعهم النظم الإدارية والاقتصادية والقضائية الإسلامية، وحملهم راية الإسلام بعيدًا ودفاعهم عنه، بل وحتى قتالهم لأقربائهم من غير المسلمين؛ غير إننا نجد النظرة الوحشية الأولى التي رافقت عمليات الاحتلال ظلت مرافقة لهم في العقل الجمعي العربي والمسلم عند ذكرهم، وربما يكون هذا راجع الى انكسار وزوال سلطان المسلمين بعد أكثر من ستة قرون من الزمان على أيديهم؛ إضافة إلى الدمار والخراب والإبادة الجماعية التي رافقت هذا الانكسار. ورغم كل الذي دُوّْنَ عن طبيعتهم البدوية والوحشية من قبل مؤرخين معاصرين لعمليات الاحتلال الأولى؛ إلا أننا نرى لهم إسهامًا واضحًا في الحضارة الإسلامية، وأن لم تتناوله المدونات المعاصرة لهم بإسهابٍ، ولا يستطيع أي باحث في هذا المجال نكران التطور في المجالات اللغوية والأدبية، والعلوم الصرفة، وفن العمارة، والنظم القانونية والإدارية، وتحسين طرق التجارة وبناء محطاتها، ولعل قول هولاكو خان لنصير الدين الطوسي في فترة الاحتلال الأولى لما عرض عليه الأخير تأديب السلطان جلال الدين خوارزمشاه الذي كان مطاردًا من قبل القوات المغولية، إذ كان جنده يمدون الأيدي ويتطاولون على الرعايا لما وصلوا إلى مدينة تبريز: (إننا في هذا الوقت نشتغل في الفتح والاستيلاء لا في حراسة الملك وإن حالة الاستيلاء لا يلتفت فيها إلى أحوال الرعايا، ولما كنا لم نتم الاستيلاء فلا نراعي ذلك؛ ولكننا بعد أن تنتهي الفتوح نصغي إلى سماع شكاوى الناس وتظلمهم)(1) خير دليل إلى ما ذهبنا إليه.

تفاصيل المقالة

القسم
بحـــــــوث العــــــدد