أصالة التشبيه في فكر ابن الجوزي (ت597ه) شواهد القرآن أنموذجاً

محتوى المقالة الرئيسي

م. نبراس جلال عباس
أ.د. اياد عبد الودود عثمان الحمداني

الملخص

الحمد لله والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..


      يعدّ التشبيه من أقدم صور البيان ووسائل تفعيل الخيال ، وأقربها إلى الفهم والاذهان ، وقد مرّ هذا الفن كغيره من الفنون الأخرى بمراحل كثيرة تطور فيها وأصبح من أهم فنون القول عند العرب بعد أن تأنّقوا ، ودخل الترف حياتهم وازدهرت حضارتهم ، وعم العمران .


    وكان التشبيه واحداً من أساليب توضيح المعنى وتقريبه إلى ذهن المتلقي ، ولذلك بُحثَ ضمن علم البيان القائم على دراسة إمكان تأدية المعنى بطرائق متعددة ، من أهم هذه الطرائق ( التشبيه ) ، ولهذا أطبق جميع المتكلمين عليه ولم يستغن أحد منهم عنه ، فهو نمط أدائي يجمع بين الأداء الحكيم وجمال الصياغة ، وقد كان العلامة المفسرّ ابن الجوزي (ت597ه) من الذين استعملوا هذا النمط ، فظهرت لمساته في ثنيّات مواعظه وتعليقاته ، وكانت صياغاته تتضمن تعابير بيانية تستند إلى التشبيه من ذلك قوله معلقاً : (( التوبة الصادقة كيمياء السعادة ، إذا وضعت منها حبّة صافية على جبال أكدار الذنوب ، دكّتها كهيبة التّجليّ قبل المباشرة ، فصارت كُحلاً مصلحاً لأحداق البصائر)) [ اللطف في الوعظ : 37 ] ، كان مغزى ابن الجوزيّ من هذه المقولة تأكيد أهمّية التوبة ، التي هي أحد مسالك التائبين العابدين، فقد شَبّه التوبة بالكيمياء التي تجلب السعادة ، فإذا تاب العبد توبة نصوح تجاه خالقه ، غُفِرَ له جميع ذنوبه ولو كانت بعظمة  الجبال ، ويعود ليشبهها بكحل العين الصالح .
وقد حوى بحثنا الموسوم : (( أصالة التشبيه في فكر ابن الجوزي (ت597ه) ــــ شواهد القرآن انموذجاً )) ، قضايا توضح مدى أهمية هذا الفن البلاغي في فكر هذا الرجل الواعظ تحديداً ، مع الاستشهاد بأمثلة مختارة من القرآن الكريم يُعتقد أنها تعطي تصوّراً شاملاً ، وقد استسقى البحث مادته من جملة من المصادر منها : معاني القرآن وإعرابه للزجّاج ، تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ، معاني القرآن للفرّاء . وهناك كتب كثيرة نقل عنها ابن الجوزي، مثل                              (تفسير الطبري، وتفسير الماوردي ) وغيرها ، ثم مسك الختام مع الخاتمة .


  إنّ هــذا البحــث محاولــة للكشــف عــن أصالــة التشبيــه بطريقــة استنــدت إلــــى الــوصف والــعــرض المجــرّد ، أحسبـهــا تعـطــي رؤيــة نرجوا أن تـكــون واضـحــة ،

تفاصيل المقالة

القسم
بحـــــــوث العــــــدد