شــعر المّرار بن سعيد الفقعسي دراسة في ضوء التفسير النفسي للأدب

Main Article Content

أ . م . د . خليل إبراهيم عبد الوهاب

Abstract

          قد يكون من البديهي القول إن هناك سمة بارزة يمتلكها أدبنا العربي تتلخص في حيويته وسعته وشموليته مما يسمح للباحث فرصة معاودة النظر فيه وتسليط الضوء على جوانب مهمة منه لم تنل حظها الوافي من البحث والدرس لسبب أو آخر . يضاف إلى ذلك إن حركة النقد العربي دأبت على استكناه الذات المبدعة من خلال التعامل مع النصوص بكل إبعادها المعرفية بهدف الغوص في إسرار الأعماق الداخلية لهذه الذات . وقد سلكت حركة النقد العربي مناهج متعددة ومتنوعة تلتقي كلها عند هدف مركزي مشترك يتمثل في استبطان النص والبحث عن العوالم الخفية للذات المبدعة ، ولهذا السبب تعددت مناهج النقد العربي الحديث وتنوعت سبله الهادفة إلى بلوغ العوالم الخفية للذات المبدعة . وقد تميز منهج التحليل النفسي للأدب دون غيره من المناهج النقدية في انه لا يحاول أن يعكس الدور الانفعالي للفنان ، فحسب ، بل يحاول استثارة القارئ وإشراكه في هذه الوظيفة الانفعالية ، ويولد فيه روح التفاعل مع النص فيتحول بذلك إلى مبدع مشارك عن طريق تحرير دوافعه المكبوتة من خلال تنسيق تلك الدوافع مع سياق هذا النص أو ذاك(1) . وبذلك يمكن القول إن عملية " التوصيل " ترتكز في فهم العملية الأدبية باعتبارها مجموعة متشابكة بين ثلاثة إطراف هي  المرسل ، والمرسل إليه ، والرسالة(2) . إلى جانب ما تقدم فان التحليل النفسي للأدب يندرج في إطار الكشف عن صلة الأدب بالسيرة الذاتية لكاتبه ، وهنا يبرز سؤال أُثير منذ وقت مبكر هو : هل يستخدم المضمون الأدبي لفهم الشخصية ؟ أم تستخدم الشخصية لفهم المضمون الأدبي ؟ وقد أجاب المرحوم الدكتور عباس محمود العقاد عن هذين السؤالين في دراستيه لأبن الرومي ، وأبي نواس ، حين اعتمد في اغلب الأحيان على الفرضية الأولى وهي استخدام النص لفهم الشخصية (3) . وعلى هذا الأساس يمكن لنا القول إن ( العقاد ) من بين مؤسسي الاتجاه النفسي وتطويره في نقدنا العربي الحديث بل رائدهم في ذلك (4) .

Article Details

Section
بحـــــــوث العــــــدد