إشكاليّة البديع وإعجاز القرآن رؤية (الباقلاني) مثالاً

Main Article Content

أ. د. فاضل عبود خميس التميمي

Abstract

      تريد هذه(الدراسة)أن تقرأ علاقة(البديع) بقضيّة (الإعجاز) التي تبناها الباقلاني(403هـ)في كتابه(إعجاز القرآن) والبديع في عهد الباقلاني لا يراد به العلم الثالث من علوم البلاغة تلك التي وضع تقسيماتها الدقيقة القزويني (739هـ) فيما بعد في كتابه (الإيضاح...)،وإنما علوم البلاغة بعامة، وهو ما تعنيه هذه الدراسة ؛ولهذا فالبديع  يشمل الاستعارة،و التشبيه فضلا عن الفنون الأخرى،لا علم البلاغة الذي هو في لغة الاصطلاح عند القزويني قسيم علمي البيان،والمعاني0


       كان الباقلاني من أوائل علماء البلاغة الذين عنوا بدراسة إعجاز القرآن فهو برأيه أحق بالدرس بكثير مما صنف علماء العربيّة في علوم كثيرة ثم نقل رأيين يخصان تلك العلاقة :


    الأول: مؤداه أن من الناس من يريد أن يأخذ إعجاز القرآن من وجوه البلاغة التي تسمى البديع .


    الثاني: إن الإعجاز يؤخذ من الوجوه العشرة التي قال بها (الرماني)، الحقيقة أن البديع عند الباقلاني واحد،لكنّه من منطق العارف بلغة القرآن الكريم وتركيبها فرّق ما بين البديع الذي يجيء في اللغة الاعتياديّة،الذي يتفاوت في طبيعة نظمه،وجماله ،وبين البديع الذي هو جزء من لغة القرآن .


   فالبديع عند السكاكي واحد،وأنه يتمظهر بمستويات مختلفة:منها ما هو في سياق خاص سياق الاستعمال القرآني المعجز الذي لا يدانيه كلام مخلوق،ومنها ما هو في سياق إنساني مبدع يقوم على وفق ظاهرة العدول،أو الاتساع ومثالها بديع امرئ القيس،وأبي تمّام وغيرهما ،ومنها ما يقوم على رؤية ساذجة.


       لقد كان من الصعب على الباقلاني أن ينظر بمعيار واحد إلى البديع وهو يؤمن أن لغة القرآن الكريم بألفاظها،وتراكيبها من لغة العرب،ولكن طريقة نظمها تشكّل جنسا خاصا ليس من جنس كلام العرب أي أن (جنسيّة) لغة القرآن من غير جنسية لغة العرب ودليله أن نظم القرآن جنس متميّز،وأسلوب متخصص ،وقبيل عن النظير متخلص،فجنسيّة اللغة القرآنية لها خصوصيّة أستطاع الباقلاني أن يحدّد أبرز سماتها في كتابه الجليل.


 

Article Details

Section
بحـــــــوث العــــــدد