موقف القرآن الكريم من الحضارة
Main Article Content
Abstract
موقف القرآن الكريم من الحضارة
الحمد لله وبه نستعين على أمور الدنيا والدين ، ونسأله تعالى العمل بالكتاب المبين وسنة سيد المرسلين ، ونعوذ به من همزات الشياطين ونزعات الملحدين ، والمتقولين على الله بما ليس لهم به علم من المتشدقين والمتفيهقين ، والصلاة والسلام على قائد المؤمنين وحامل لواء المجاهدين ، محمد العظيم قدره في كل أمة وعلى آله وأصحابه الأئمة والتابعين لهم بإحسان في كل مهمة ((ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً))([i]).
وبعد:
إن الحضارة في القرآن الكريم لم تكن حضارة متأرجحة ، أو عشوائية ، إنما تنطلق من أسس وقواعد ثابتة ورصينة امتدت عبر ملايين السنين ، فمنذ إن اوجد الله تعالى الخلائق في الأرض بنزول ادم (عليه السلام ) ، فمن تلك اللحظة بدأت قصة الحضارة ، وتوالت الأجيال ومرت الأزمان والعصور وظهرت حضارات واندثرت أخرى ، حتى فجر الإسلام ونزول القرآن الكريم ، الذي كان ولا يزال مهد الحضارات الإنسانية ، فالقرآن الكريم انشأ لونا من ألوان الحضارة ، عرفت باسمه وهي الحضارة القرآنية .
فالحضارة في المفهوم القرآني تعني الرقي العلمي، والفني، والأدبي، والأخلاقي، والاجتماعي، والاقتصادي، وبعبارة أخرى هي الحصيلة الشاملة للمدنية والثقافية.
وقد بينا من خلال هذا البحث المتواضع المعاني السامية لمعنى الحضارة في القرآن الكريم ، وعالمية الحضارة القرآنية ، ومفهومها المعاصر ، والأسس الحضارية التي ارتكز عليها القرآن الكريم ، ووضحنا علاقة القرآن الكريم بالحضارة ، والمواقف الايجابية التي وقفها من الحضارة ، وتربية القرآن المجيد الحضارية التي تلمسها العالم القديم والحديث ، فاستقى من روافدها العلوم والمعرفة وسائر أنواع الفنون الحضارية .ولم يكن القرآن العظيم كتاب ديني يحث على العبادة فحسب، وإنما منبعاً من منابع الحضارة، وله الأثر الواضح في الحضارة الإنسانية.
واقتضى منهج البحث وخطة تقسيم هذه الدراسة على مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة.
أما المبحث الأول فقد خصصته لبيان معنى الحضارة ومفهومها
وأما المبحث الثاني تكلمت فيه عن أسس الحضارة الإنسانية
وأما المبحث الثالث فقد عقدته لبيان مظاهر الحضارة القرآنية وعالميتها وأما الخاتمة فقد ضمنتها نتائج البحث والمناقشة. وأسأل الله الرحمن السلامة من زلة القلم وهفوة اللسان؛ وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين ، وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
[i] - سورة الكهف جزء من الآية (17)