التطورات السياسية في زامبيا بين عامي 1964-1968
Main Article Content
Abstract
خاض الشعب الزامبي الصراع ضد الاستعمار البريطاني من جهة، والمستوطنين من جهة أُخرى، وحصلت زامبيا على استقلالها عام 1964، فبدأت مرحلة جديدة من حياة الجمهورية الزامبية، وعلى الرغم من أنها لم تشهد أحداثاً سياسية داخلية كبيرة واجهت تطورات على صعيد السياسة الخارجية، وذلك لموقعها الجغرافي، الَّذِي يربط بين الدول الَّتِي حكمتها الأنظمة الاستعمارية والعنصرية، وبين الدول الإفريقية الأخرى المستقلة، الَّتِي أخذت على عاتقها تحرير القارة الإفريقية من تلك الأنظمة، حتمت الظروف على زامبيا الانضمام إِلى جبهة الدول الإفريقية القومية المستقلة، والتزامها بمبادئ منظمة الوحدة الإفريقية، الَّتِي نادت بدورها بتحرير القارة الإفريقية، فضلاً عن انضمامها الى منظمة الأمم المتحدة، لذلك فإِنَّها تحملت عناءً كبيرًا، بسبب التطورات السياسية فِي منطقة الجنوب الإفريقي.
ذاقت زامبيا فِي بداية الأمر ويلات الاستعمار البريطاني، وعانى شعبها الكثير من الأزمات الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، على إِثر استغلالهم من قبل ورثة الاستعمار البريطاني، وهم المستوطنون الذين بدورهم استحوذوا على مفاصل الحياة كافة فِي زامبيا لغاية عام 1964، وما أَنْ جاء الاستقلال على إِثر النضال الَّذِي قاده أَبرز سياسيي زامبيا وهم كلّ من كينيث كاوندا، وهاري نكومبولا إِلى جانب نقابات العمال، استتبت الأوضاع جميعها، وباتت تحت سيطرة حكومة وطنية قادها كاوندا، الَّذِي من جهته عمل جاهدًا، من أَجل القضاء على ما ورثته زامبيا وأخذ دورها فِي منطقة الجنوب الإفريقي، تحققت تلك الأمور جميعها بصورة تدريجية، لكن بصعوبة كبيرة، أرهقت زامبيا كثيرًا، إذ باتت عرضة لهجمات الأنظمة الاستعمارية والعنصرية، وانتهاك سيادتها باستمرار، فضلاً عن محاربتها اقتصاديًا، وجعلها من أكثر الدول مديونية في العالم.