سياسة الحرب النفسية والبعد الاستراتيجي لمعركة عين جالوت(658هـ/1260م)
Main Article Content
Abstract
من خلال الاطلاع على كثير من المصادر، التي تناولت مبدأ الحكم للمماليك البحرية، على وجه التحديد ومما لا يقبل الشك، فإن طبيعة المماليك من حيث نشأتهم وتربيتهم جعلتهم يستشعرون انفسهم بالمساواة فيما بينهم، وهذا يعني عدم وجود أي ميزة او فضل لأحدهم مع الآخر، فحقيقة الامر كلهم رقيق، قد جيء فيهم من البلاد البعيدة، وهذا ما حصل بعد تربيتهم ، حتى برزوا على مسرح الاحداث، وحقيقة المساواة فيما بينهم انعكس، على أروقة الحكم، طول حقبة حكم المماليك(648-784هـ/1250-1382م) ولاسيما شعورهم بان الجميع لهم الحق بتولي السلطنة، وهذا جزء كبير من سياستهم في انكار توريث الحكم، اذا كان لابد للسلطان من ان يخضع لعملية الانتخاب، وليس التوريث وبطبيعة الحال لم يأخذ المماليك، توريث الحكم على محمل الجد.
وهذه سياسة المماليك، عندما ظهرت قوتهم على مسرح الاحداث رغم استخدام أساليب القتل والتنكيل، فيما بينهم واحداث اضطرابات داخلية، ولكن الغريب بالأمر هذه الأساليب، لم تؤثر على كيان وحدة المماليك، كواحدة من الطوائف امام مواجهة التحديات الخارجية، لاسيما انهم يواجهونها بكل لحمة واحدة، وهذا يفسر احرازهم الانتصارات الحربية، امام عدو مشترك كالمغول في معركة عين جالوت.
بعد مدة من الزمن أصبحت قوة المماليك تظهر على المسرح السياسي، وهذا يدل على الوحدة فيما بينهم رغم اختلافهم، أي ان هناك روابط لجمعهم، وهي دليل حمايتهم وردعهم للمخاطر الخارجية، ومن هذا الترابط اصبح المماليك، قوة عظمى لا يستهان فيها إذ بلغ المماليك الرفعة والمكانة العالية، حينما سمحت لهم الطموحات لظهورهم، على المسرح العسكري اولاً ثم السياسي.